هيونداى ، لا أعتقد أنني أبالغ إذا أقررت بأنه أصبح الإسم الأول في عالم السيارات المصري المغلق علي نفسه ، على الأقل بصفة تجارية ، أيضاً أعتقد أني لا أبالغ إذا ما أقررت أن هناك تحسن ملحوظ في مستوي إحترام سيارات هيونداى لنفسها محلياً ، بإعتبار أنها تنتمي لخامس أكبر مُصنع سيارات في العالم ، أعترف أنه ليس بقدر ما كنا نتطلع ، ولكنه تحسن في جميع الأحوال يفيد بقوة المستهلك المصري ، خاصة في ظل الظروف الإقتصادية التي تعيشها البلاد في هذا الوقت ، ففي ظل ما نقرأه من تصريحات من وكلاء السيارات ، بما فيهم شركة غابور أوتو وكيل هيونداي في مصر ، من حالة الكساد البالغة التي يعيشها سوق السيارات المصري ، تستمر سيارات هيونداي في التألق محلياً ، وتستمر في تذكيرنا بأنها لازالت الحصان الرابح في مصر .
الفضل يعود إلي سلسلة من الطرازات التي لاقت النجاح والقبول الفوري محلياً ، لما تتميز به من ملامح تصميمية مبهرة ، ومستوي تنافسي للغاية وشبه فائز ، في أي بند يخطر ببالك عند مقارنة أى من طرازات هيونداى بغيرها من نفس الفئة ، فضلاً عن سعر برغم كثرة من يرونه مرتفع ، أراه مناسب إلي حد ما للغالبية من الُمقدمين على شراء سيارة جديدة .
ومن هذه الطرازات التي أراها قد تعيد اكتشاف العلامة الكورية محلياً وتحاول وضعها في وضعها الصحيح كما يحدث في باقي أنحاء العالم ، هو طراز « فيلوستر » الكوبيه الملفتة ، والمحاولة الكورية لإقتحام عالم جديد ، لتضع بصمتها فور إطلاقها في جميع أسواق العالم ، ولتصعد بإسم العلامة الكورية مزيداً من الدرجات لترتقي أكثر وأكثر في عالم السيارات .
البداية
ربما لا يعلم الكثير ، أن بداية « فيلوستر » كانت في عام 2007 ، على أرض معرض سيول الدولي للسيارات كطراز اختباري يوضح ماهية معالم فلسفة هيونداى التصميمية الجديدة آن ذاك ، وقد تم تسمية هذا الطراز تيمناً بدمج كلمتي « Roadster » نسبة إلي فئة الرودستر المعروفة ، و « Velocity » التي تعني السرعة أو الإندفاع بالإنجليزية ، ونتيجة للإستقبال الكبير الذي لاقته السيارة دخلت إلي خطوط الإنتاج لتكون النتيجة متقاربة جداً مع النسخة الإختبارية بطراز رياضي ملفت .
التصميم
كبداية ، سأعترف لكم بإعتراف صغير ، في الحقيقة لم أكن من المعجبين بتلك السيارة ، كنت أراها ليست جميلة أو أنيقة ، ولكن المشاهدة عن طريق الصور أمر ، والمشاهدة في الحقيقة أمر آخر ، السيارة تمتلك ما هو مطلوب في تلك الفئة ، رياضية الملامح كما نري في التصميم البارز للمصابيح الأمامية والخلفية ، وأقواس العجلات المنتفخة ، وغطاء المحرك المفتول ، واللمسات الملفتة كما نرى في خط السقف المنخفض بدرجة ملحوظة ، مخارج العادم الخلفية مع المصد الخلفي كبير الحجم ، مع تصميم الأبواب الغريب فهي ببابين في الجانب الأيمن وباب واحد على الجانب الأيسر ، بالإضافة إلي شبكة التهوية الأمامية الكبيرة والمصممة بطريقة فريدة ، خلاصة القول فبرغم أن « فيلوستر » لا تمتلك الخطوط الأنيقة كما هو الحال في بعض الموديلات الفرنسية على سبيل المثال ، إلا أنها تمتلك حضوراً طاغياً على الطريق ، وتعطيك إحساساً غامراً بالرضا ، وأعتقد هذا هو كل ما يهم .
السيارة مبنية في الأساس علي منصة بناء مقتبسة من الشقيقة « إلنترا 2012 » لذا فمن يمتلك « إلنترا » الجديدة له أن يتخيل المساحة الداخلية لتلك السيارة، كما إنها تعتمد نفس نظام التعليق الخلفي المعدل وهو الذي سأتحدث عنه باستفاضة أكثر عند الحديث عن أداء السيارة .
المقصورة حملت لي الكثير من المفاجآت ، فلقد توقعت أن تصميم الأبواب الغير مألوف سيكون نقطة ضعف في زاوية الدخول للمقاعد الخلفية ، ولكن للمرة الثانية كنت مخطأً ، فهي عادية للغاية كأي صالون ينتمي لنفس الفئة الحجمية ، وهو أمر اندهشت له بشدة ، كما أن قاعدة العجلات التي تبلغ 2650 ملم أضافت مساحة داخلية كبيرة ، فصف المقاعد الأمامي يمتلك مساحة كبيرة للغاية للأقدام مع مساحة كبيرة للغاية للرأس ، أما المقاعد الخلفية فهي تمتلك مساحة أقدام مناسبة للغاية ، ولكن مساحة الرأس محدودة قليلاً بسبب خط السقف المنخفض ، والذي أثر بدوره في النافذة الخلفية المزدوجة ، فمساحة الرؤية الخلفية صغيرة للغاية إلي درجة السخف ، حتى وإن كانت المرايا الجانبية كبيرة بما يكفي لتوضيح ما قد لا يستطيع مجال رؤية المرايا الداخلية توضيحه .
مستوى الخامات أفضل كثيراً مما توقعت برغم أنه ليس أفضل ما يمكن تقديمه ، حزمة المقاعد مريحة للغاية وداعمة بشكل كبير للجالسين في المقاعد الأمامية عند عبور المنعطفات بسرعة أكبر من الطبيعية ، ولكن أحد أهم عناصر تميز مقصورة « فيلوستر » هو مستوي تجهيزات تلك السيارة ، فبرغم أن فئة « Highline » التي قمنا بتجربتها يبلغ سعرها 149.900 جنيه مصري ، إلا أني أراها جيدة التجهيزات مقارنة مع غيرها من سيارات تلك الفئة السعرية .
ويضاف إلي نقاط تميز مقصورة سيارة هيونداى الملفتة ، تصميمها العصري للغاية ، ولمسات التطرف التصميمي التي لامسناها في الخارج ، كما نري من مقابض الأبواب الداخلية ، ومقبضي المساعدة على النهوض و التحرك المدمجان مع الكونسول الوسطي للسيارة ، ولوحة العدادات الجملية والتي توفر بالمناسبة مستوى رؤية مناسب للغاية في ضوء النهار، كما نرى الخطوط البارزة المزدان بها التابلوه ، كل تلك الخطوط أضفت روحاً رياضية عصرية للسيارة بدون أدني شك .
الأداء
كأداء انطباعي عن السيارة ممتع للغاية ، فهي مطيعة بحد لم أكن أتوقعه ، مثالية تقريباً عند السير في خطوط متعرجة ، تشعر وكأنها اندمجت معك في كيان واحد ، تأمرها أن تذهب عند تلك الزاوية فتطيعك فوراً ، رائعة فعلا ، ولكن لكل هذا ردة فعل ليست جيدة عند السير علي طرق قليلة الصيانة شأن حال أغلب طرق بلادنا، ليست قاسية بقدرة ما هى مزعجة ، إلي الآن لم تجد هيونداى بعد التوليفة السحرية لسيارة مطيعة عند الحاجة ومريحة عند السير الطبيعي علي طرق يمكننا أن نقول أنها غير معبدة بصورة جيدة ، ليس معني هذا أنها غير مريحة ، ولكنها ليست بالقدر الكافي ، تشعر أن هناك شئ مفقود ، ربما لاستخدام عجلات سبائكيه قياس 18 بوصة دخل في هذا ، ولكن فولكس فاجن « جيتا » على سبيل المثال تمتلك عجلات بنفس الحجم والفارق ليس بالهين بين السيارتين لصالح سيدان فولكس فاجن .
المحرك الذكي والرائع الذي تعتمد عليه « فيلوستر » هو محرك سعة 1.6 لتر وهو الأقوى في السوق المصري كمحرك ذي تنفس طبيعي دون تلك السعة ، فهو قادر على توليد قوة حصانيه فعلية تبلغ 128 حصان* عند 6300 دورة في الدقيقة ، مع قدرة على توليد عزم دوران يبلغ 157 نيوتن متر عند 4850 دورة في الدقيقة ، ويجب الوضع في الاعتبار أن القيادة السريعة مع هذا المحرك وتركه للذهاب حتى نهاية الخط الأحمر دون تحكم سيضعكم أمام محرك نهم للوقود برغم تزويده بنظام تنويع توقيت الصمامات المزدوج « D-CVVT » ، ولكن مع القيادة العادية فهذا المحرك يكاد يكون اقتصادي بالمعني المحلي ومع تذكر قوته وأداءه ستجد أن معدل حرقه للوقود مناسب للغاية وربما أفضل من ذلك ، كما أنه و برغم أن السيارة مزودة بناقل حركة أوتوماتيكي إلا أن هذا لم يستطيع أن يخفي قوة المحرك واستجابته التي أراها مناسبة إلي حد بعيد ، وإن كنت أتوقع أن تكون أفضل مع علبة التروس اليدوية .
ناقل الحركة الأوتوماتيكي المزدوج القابض والذي تقدمه هيونداى لأول مرة محلياً رائع بإختصار، فهو ناعم وسلس للغاية مقارنة مع ما سبق وقدمته هيونداى في تحويل النسب حتى عند الضغط بقوة على دواسة الوقود ، كما أنه يقدم مستوى أداء – مقارنة مع كونه أوتوماتيكي – جيد للغاية ، وإن كنت أعيب عليه تأخير النقل عند التحول لوضعية القيادة متتالية النسب « ستيبترونيك » ، وهي عادة لمستها في أغلب السيارات العادية المزودة بتلك الخاصية ، حيث أن هذا الناقل مقارنة مع سيارات ربما يبلغ ثمنها أكثر من ضعف ثمن « فيلوستر » مثل « مرسيدس C180 » علي سبيل المثال أرى توقيته جيد جداً ، ويمكن طلب « فيلوستر » بناقل حركة يدوي مكون من ستة نسب أمامية.
وتتميز « فيلوستر » بنظام تعليق متطور ، مناسب بقدر كبير لسيارة رياضية ، فنظام التعليق الأمامي مكون من ممتصات صدمات غازية ، مع قضبان مانعة للإلتواء من صنع ماكفرسون ، مع يايات حلزونية ، فضلاً عن قضيب توازن ، أما في الخلف فنرى ممتصات صدمات ، مع قضيب توازن وأشعة حديدية مضادة للإلتواء ، وكما سبق وذكرت السيارة مطيعة بدرجة ملحوظة ومريحة بقدر كاف إلي حد ما .
الأمان
في بداية حديثي عن تلك السيارة ذكرت إنها بداية جيل جديد من سيارات هيونداى نري فيها احترامها ولو بنسبة ليست بالكبيرة لكونها سيارة تحمل علامة خامس أكبر مصنع سيارات في العالم ، فهي بها بعض مواصفات الأمان التي لم نكن نراها في سيارات هيونداى التجارية دون المئتي ألف جنيه ، وربما أعلى من ذلك ، فطراز « فيلوستر » يمتلك نظام منع غلق المكابح « ABS » ، نظام المحافظة على الثبات « ECP » ، مع وسادتين هوائيتين في الأمام ، قضبان حماية بالأبواب ، نظام المساعدة على الركن والاصطفاف ، نظام إنذار كامل « إيموبلايزر » .
الخلاصة
عنونت هذا التقرير بأن « فيلوستر » أفضل مما قد تتوقعه ، على الأقل بالنسبة لي ، فلقد توقعتها ليست بالجميلة فاجأتني بحضورها القوى ، توقعتها سيئة التجميع فاجأتني بجودة تجميعها المناسبة للغاية , توقعتها صغيرة فاجأتني بمقصورة مريحة وواسعة ، توقعتها غير عملية قدمت لي نفسها بصورة معاصرة لسيارة رياضية عملية تصلح للحياة اليومية دون عيوب ، إن « فيلوستر » تقدم لك أكثر مما تتوقع تقريباً في كل شئ ، كما أنها تعطيك إحساساً رائعاً بالتميز ، وهو شئ قلما رأيناه في أحد سيارات هيونداي ، التي بسيارتها تلك رفعت من سقف توقعاتنا وجعلتنا أكثر ظمأً لمزيد من التطوير والعصرية في سيارتها ، إنها بالنسبة لي بداية هيونداى الجديدة الحقيقية في مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق