بعد أن استعرضنا معكم نظام الدفع الأكثر انتشاراً فى العالم ، ننتقل إلى نظام دفع جديد تتحول فيه القوة من قبطان يتمركز على المحور الأمامى ليوجه السيارة من خلفه ، إلى قائد يتمركز على المحور الخلفى يستمد القوة فى توجيه كامل البدن ودفعه إلى الأمام .
وكأى نظام للدفع يوفر نظام الدفع الخلفى مميزات وعيوب تختلف عن نظام الدفع الأمامى مما يجعله محل إعجاب لفئة مختلفة قليلاً عن الفئة الباحثة عن اقتصادية وعملية نظام الدفع الأمامى المنتشر فى السيارات الاقتصادية والعائلية ، ولكن قبل أن نتعرف على نظام الدفع الخلفى بالتفصيل ، يجب أن نتعرف على بدايته ورحلة التطوير .
البداية
بدأ نظام الدفع الخلفى فى الظهور مع بداية عالم السيارات كونه الخيار الأقرب والأسهل بالنسبة لوضعيات المحركات التى توفرت فى تلك الفترة ، واستمر هذا النظام فى السيطرة على صدارته خلال فترة كبيرة من القرن العشرين اثر بقاء فكرة إنتاج نظام دفع أمامى قيد التجربة دون تطبيق عملى يظهر كبديل عن هذا الخيار .
وعلى الرغم من اقتناع الكثيرين بأن هذا النظام هو الأنسب لتحقيق أفضل أداء ، إلا أن عمليات التطوير استمرت على طريق الدفع الأمامى لتنجح التجارب فى إخراج نسخة عملية ، بدأت مع الوقت فى سحب السيطرة من النظام الخلفى لتتولى الصدارة وتتحول معظم السيارات حتى الأمريكية الشهيرة بالعضلات إلى نظام الدفع الأمامى مخلفة نظام الدفع الخلفى فى المرتبة الثانية لأنظمة الدفع الأكثر انتشاراً فى عالم السيارات .
وعلى عكس نظام الدفع الأمامى الذى يحظى بمكان تثبيت واحد للمحرك ( فى الأمام ) ، استطاعت أنظمة الدفع الخلفى أن تعمل على عدة وضعيات للمحرك متضمنة محركات أمامية وخلفية وحتى وسطية ، إلى جانب استخدام هذا النظام فى الغالبية العظمى من الدراجات الهوائية وكافة الدراجات النارية ، بسبب سهولة اتصال هذا النظام بكافة المحركات أيا كانت نوعها أو أوضاعها عن طريق أعمدة نقل الحركة أو الأحزمة أو حتى الجنازير الحديدية .
الدفع الخلفى
وباختلاف المكونات ومكان تثبيت النظام مقارنة بنظام الدفع الأمامى ، تختلف شخصية السيارات المزودة بالدفع الخلفى عن الأمامى كثيراً سواء فيما يهمها من نقاط المقارنة أو فيما يمكن أن تقدمه من قدرات خاصة لا يمكن لأى من باقى الأنظمة أن توفره .
فالقوة التى تنتج من المحرك ويتم إرسالها إلى ناقل الحركة تنتقل بعمود نقل حركة إلى ترس تفاضلى خلفى ، هو المسئول عن تحويل تلك الحركة الدائرية من اليمين إلى اليسار أو العكس إلى حركة دائرية من الأمام إلى الخلف أو العكس ، لتعمل كلا العجلات الخلفية على دفع كامل البدن إلى الأمام .
وبقدر بساطة تصميم هذا النظام الخلفى ، إلا انه يوفر أداء رائع خاصة فى حالات الانعطاف والتى تصبح أكثر سهولة بفضل تفريغ المحور الأمامى من مكونات منظومة الدفع التى تعيق حرية الحركة للعجلات الأمامية وتجعلها أثقل وزناً واقل استجابة فى المناورات ، لتصبح العجلات الأمامية ذات وظيفة واحدة للتوجيه مع بقاء العجلات الخلفية تحت السيطرة بالتحكم فى قدر القوة المرسل إليها وهو ما يساعد محترفى القيادة فى السيطرة على كلا المحورين أثناء الانطلاق سريعاً .
وبفضل بقاء المحرك وناقل الحركة فى الأمام وباقى المنظومة فى الخلف ، فإن معدلات توزيع الوزن تتحسن لتصبح السيارة كذلك أكثر قابلية على قطع المنعطفات السريعة بتوازن ، مع إمكانية تراجع المحرك إلى مرحلة وسطية – أمامية إضافة إلى ناقل الحركة للوصول إلى مركز ثقل وسطى يفيد السيارة بشكل عام فى جانب الأداء ، كذلك بفضل توزيع الوزن الجيد تتحسن وبصورة ملحوظة قدرة السيارة على الكبح بتقارب الوزن الموزع على العجلات .
وفى حالة التسارع كذلك ، وعلى الرغم من تفوق نظام الدفع الأمامى فى تحقيق انطلاقة أفضل ، إلا أن الدفع الخلفى فى بعض الحالات التى تصل فيها قوة المحرك إلى أرقام كبيرة ، يتمتع بقدرة أكبر على تحقيق تسارع رائع بفضل زيادة تماسك العجلات فى الانطلاقة بعد أن ينتقل جزء كبير من وزن السيارة إلى الخلف .
أيضا تزيد قدرة السيارة على قطر الأجسام الثقيلة بفضل قرب العجلات الدافعة من الوزن ، وتزيد قدرة السيارة على حمل محركات ذات قوة كبيرة بفضل قوة المكونات وبساطة تركيبها وعدم احتوائها على نقاط ضعف أو انحناءات قد تؤثر عليها قوة المحركات الكبيرة عكس نظام الدفع الأمامى ، إضافة إلى عدم وجود مشكلة الـ “Torque Steer” التى تجبر العجلات على تغيير الاتجاه بفعل قوى الدفع .
ويزيد على مميزات الدفع الخلفى العمر الأطول لمكوناته ، إضافة إلى سهولة إحلال النظام للصيانة بسبب كبر مساحة التثبيت وقلة المكونات الرئيسية .
أما عيوب هذا النظام فتتمثل فى ميوله إلى فقدان السيطرة على مؤخرة السيارة ، أو ما يعرف بـالـ "Oversteer " ، وهو مصطلح يصف التفاف مؤخرة السيارة فى محاولة للحاق بالمقدمة اثر انزلاقها عن مسار السيارة بشكل عام بفعل القوة الدافعة للعجلات الخلفية ، وهى المشكلة المقابلة لمشكلة الـ " Understeer " التى تعانى منها أنظمة الدفع الأمامية .
أيضا يعانى هذا النظام من القدرة الضعيفة على التعامل مع الأسطح الزلقة والرمال بسبب صعوبة توجيه المقدمة مما يزيد من حالات الـ "Oversteer " فى تلك الظروف ، وهو ما يقع تحت بند عملية التشغيل التى تتضمن أيضا اقتطاع هذا النظام لبعض من مساحة المقصورة بسبب نفق تثبيت ناقل الحركة فى الأمام والذى يحد من مساحة الأرجل للسائق والراكب الأمامى ، إضافة إلى انقسام منتصف السيارة فى الخلف إلى نصفين بسبب عبور إلى الخلف حاملاً داخله عمود نقل الحركة إلى العجلات الخلفية .
كذلك يزيد هذا النظام من وزن السيارة الإجمالى ، مما يؤثر على الأداء بشكل عام وعلى معدلات استهلاك الوقود إضافة إلى فقد هذا النظام لكمية اكبر من قوة المحرك تصل إلى 17% بسبب بعد مصدر القوة عن العجلات ووجود عدة موصلات وسطية .
فبشكل عام يعتبر نظام الدفع الخلفى هو الخيار الأفضل للسيارات الرياضية والفاخرة ، وهى بالفعل الأكثر استخداماً لهذا النظام ، إلا أن نظام الدفع الأمامى يظل فى مقدمة الاستخدام للسيارات العائلية والاقتصادية .
المصدر: http://bit.ly/sHBTeS
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق